من اعجب قصص لقرآن واكثرها غموضا قصة عبد اتاه الله الرحمة وعلمه من لدنه علما ترد القصة في سورة الكهف وتبدأ بهذه الايات التي تحكي عن موسى ما عقد عليه نيته قال تعالى “وَإِذْ قَالَ مُوسَى لِفَتَاهُ لَا أَبْرَحُ حَتَّى أَبْلُغَ مَجْمَعَ الْبَحْرَيْنِ أَوْ أَمْضِيَ حُقُبًا” سورة الكهف الكلمة الغامضة تشيرالى ان موسى عقد العزم على الاستمرار في السير احقابا طويلة حتى يبلغ مجمع البحرين ثمة موعد هام ينتظره موسى … تأمل غموض المكان اجهد الكثير من المفسرين انفسهم طويلا لتبديد الضباب المحيط بهذا المكان ولكن لا يوجد دليل على صحة اي من توقعاتهم ولو كان تحديد المكان مطلوبًا لحدده الله تعالى كما ابهم الزمان والمكان واسماء الاشخاص لحكمه سبحانه وتعالى ان القصة تتعلق بعلم ليس بعلمنا القائم وليس هو علم الانبياء القائم على الوحي انما نحن امام علم من طبيعة غامضة علم القدر الاعلى وذلك علم اسدلت عليه الاستار الكثيفة في البداية لا يعرف سيدنا موسى عليه السلام من يكون الشخص الذي سوف يلتقي به ولا حتى تم تحديد المكان بالاسم وانما تم توضيح علامة للمكان ولا يعرف حتى الزمان الذي سوف يلتقيه فيه نبي الله موسى يتحول في هذه القصة الى طالب علم متواضع يتحمل استاذه ليتعلم ومن يكون معلمه غير هذا العبد الذي يتجاوز القرآن عن اسمه وان حدثتنا السنة والمطهرة انه هو الخضر في البداية يرفض الخضر صحبة موسى ويفهمه انه لن يستطيع مع صبرًا ثم يوافق على صحبته ولكن بشرط وهو الا يساله سيدنا موسى عن اي شئ يفعله حتى يُحدثه الخضر عنه كان الخضر في القصة هو الصمت المبهم ذاته انه لا يتحدث وتصرفاته تثير دهشة موسى العميقة انه لا يتحدث وتصرفاته تثير شبهة موسى فأفعاله تصل الى درجة الجرائم ومنها ما ليس له معنى ورغم علم موسى الا انه يجد حيرة في نفسه من تصرفات الخضر احيانا تكون الحقيقة غامضة اعظم الغموض خفية اشد الخفاء حتى لتستعصي على فهم الانبياء وتبدأ القصة عندما قام موسى خطيبًا في بني اسرائيل يدعوهم الى الله فكان حديثه جامعًا مانعًا فبدا لو كان لخَّص حكمة الدنيا في سطور مضيئة وبعد ان انتهى خطابه سأله احد المستمعين من بني اسرائيل: هل على وجه الارض احد اعلم منك؟ قال موسى مندفعًا: لا وساق الله تعالى عتابه لموسى حين لم يرد العلم اليه فبعث له جبريل يسأله: ما يدريك اين يضع الله علمه ادرك نبي الله موسى انه تسرع ثم قال له جبريل: ان لله عبدًا عند مجمع البحرين هو اعلم منك تاقت نفس سيدنا موسى الى زيادة العلم ومعرفة من يكون العبد الذي آتاه الله العم فأُمر ان يرحل وان يحمل سمكة (ذكرت حوت في سورة الكهف اي سمكة) وفي المكان الذي ترتد فيه الحياة لهذه السمكة ويتسرب في البحر سيجد العبد العالم انطلق موسى بحثًا عن العبد الصالح العالم وهو لا يعرف المكان غير بالمعجزة التي سوف تحدث بارتداد الحياة في السمكة ولكه يعقد العزم على العثور عليه باي ثمن واخبر موسى فتاه ان كل ما عليه هو ان يخبره اذا رُدت الحياة في السمكة فوصل الاثنان الى صخرة بجوار البحر وحدثت المعجزة وتسربت الى البحر وشاهد الفتى هذه المعجزة ولكنه نسي ان يخبر موسى بما شاهده فنهض موسى من نومه ولم يلاحظ ان الحوت تسرب الى البحر وعندما سارا وتعبا من السير وارادا ان يرتاحا سأل موسى عن الحوت قال موسى لفتاه: آتنا غذاءنا لقد لقينا من سفرنا هذا نصبا فتذكر الفتى انه نسي ان يخبر سيدنا موسى بما حدث فقال له الفتى ان الشيطان انساه ان يخبره بما وقع من تسرب الحوت للبحر سعد موسى بذكر الفتى ما كان من امر الحوت وقال له: ذلك ما كنا نبغ …. فرجعا الى المكان الاول فوصلا الى الصخرة التي ناما عندها فوجد عندها رجلًا لا نعرف اسمع ولا شكله ولا ما كان يلبس كل ما نعرفه ما قاله عنه القرآن في سورة الكهف “فَوَجَدَا عَبْداً مِّنْ عِبَادِنَا آتَيْنَاهُ رَحْمَةً مِّنْ عِندِنَا وَعَلَّمْنَاهُ مِن لَّدُنَّا عِلْماً *“